مقالات

نسمع كثيرا عن اللبأ وأهمية الساعة الأولى بعد الولادة لصحة الرضيع، ولسلامة رحلة الرضاعة الطبيعية، ولأهمية هذا الموضوع نفرد هذا المقال.

أولا : لنتعرف على اللبأ..

 اللبأ هو المادة التي يفرزها الثدي بعد الولادة مباشرة، وقد يستمر وجوده لعدة أيام، صفاته: سائل غليظ القوام لونه قد يكون شفافا مائلا للاصفرار، وهو أكثر كثافة من الحليب الناضج.

بالبداية اللبأ يكون بكميات صغيرة لكنها كافية لتغطِّي احتياج رضيعك وهي مشبعة له في الأيام الأولى من عمره، وتتزايد هذه الكمية مع تزايد محاولاتك ورضيعك بممارسة الرضاعة الطبيعية حتى يتحول للحليب الناضج.

 على ماذا يحتوي اللبأ ولماذا له هذه الأهمية؟

 مقارنة بحليب الأم الناضج يحتوي اللبأ على نسبٍ عالية من الفيتامينات والبروتينات المغذية ويحتوي أيضا على نسب كبيرة من الأجسام المضادة والبروتينات المقاومة للعدوى وكريات الدم البيضاء، إذن فهو يمد الرضيع بالمناعة اللازمة التي تحميه من البكتيريا والفيروسات الخطرة على حديثي الولادة، كما أنه يحتوي على الكثير من الهرمونات وعوامل النمو خصوصا هرمون النمو البشري الذي يساعد في إكمال نمو الجهاز الهضمي وتحديداً الأمعاء لتصبح قادرة على هضم وامتصاص الغذاء بشكل سليم يساهم في حماية الرضيع من الإصابة ببعض أنواع الحساسية، وتقلل من حدّة المغص والغازات من خلال تبطين أجزاء من الجهاز الهضمي بغشاءٍ مخاطي يحمي جسد الرضيع من امتصاص المواد الضارة وعديمة الفائدة.

 تجدر الإشارة إلى أن اللبأ يساعد  الجهاز الهضمي في تنظيف وتطهير جسم الرضيع من (العقي) وهو أول براز ينتجه الرضيع، ويتكون من فضلات لمواد هضمها جسم الرضيع خلال فترة الحمل ويتميز بلونه الداكن وقوامه اللزج، ويساهم أيضا في تقليل احتمالية الإصابة (بالصّفار) وذلك بطرد المادة الصفراوية المسببة له.

ومن هنا جاء الحرص والتشديد على الشروع بممارسة الرضاعة الطبيعية بعد الولادة مباشرة، وتسميتها بالساعة الذهبية واللبأ بــ (السائل الذهبي).

 إن حليب الأم سائلٌ حي يتغيَّر ويتطور تبعاً لاحتياجات الرضيع الصحية، وحسب مرحلته العمرية فالخديج يكون احتياجه مختلف عن الوليد مكتمل الحمل، واحتياج الرضيع بعمر الشهر مختلف عن ابن الثلاثة أو الأربعة أشهر وهنا تكمن أهمية الرضاعة المباشرة.