حليب الأم (الحليب الناضج)

عدد المشاهدات

147

بواسطة : مرشدة دعم الرضاعة الطبيعية بجمعية رعاية الطفولة / أشجان المبيريك

تاريخ النشر : 18-12-2022 03:22:37 PM

سبق أن تطرقنا بشكلٍ مفصل عن المرحلتين السابقتين لحليب الأم وهي (اللباء) و(الحليب الانتقالي) ،

والآن سوف نتحدث بشكلٍ موسع عن الحليب الانتقالي وهي آخر مراحل التغيرات التي تحصل في حليب الأم  والذي سيستمر معها إلى الفطام .

تصل الأم للحليب الناضج بين الأسبوع الثالث ونهاية الأسبوع الرابع من عمر الرضيع فتبدأ تشعر بأن كمية الحليب في الثدي أصبحت أقل وأن الثدي أصبح أخف وأقل تحجرا ؛لذا تعتقد الكثير من الأمهات في هذه المرحة بأنها لم تعد قادرة على الإرضاع كما في الأسابيع الأولى ،وفي هذه المرحلة أصبح جسم الأم عارفا باحتياج الرضيع ؛لذا يقوم بإنتاج كميات تناسب احتياجه

بينما كان الجسم ينتج في مرحلة (الحليب الانتقالي)  كميات كبيرة قياسا باحتياج رضيعك من خلال الرضاعة المباشرة للوصول أخيرا لمرحلة (الحليب الناضج).

إذن ما هو الحليب الناضج وماهي أبرز مميزاته؟

الحليب الناضج هو الغذاء المتكامل والذي يتناسب مع جميع احتياجات رضيعك حتى يتمم شهره السادس، وتتغير تركيبته حسب التغيرات التي تطرأ على الرضيع ،  مثلا في حالات المرض لاقدر الله  تزداد معدلات الأجسام المناعية المقاومة للمرض الذي أصيب به الرضيع أو الأم ،  فالحليب في هذه المرحلة مازال سائلا حيَّاً متغيرا حسب الاحتياج والحالة الصحية للرضيع كما أنه غني بالهرمونات البشرية التي تساعد على إتمام  النمو السليم للرضيع مثل هرمون النمو ،والعديد من عوامل النمو المؤثرة على نمو الرضيع الجسدي والذهني .

تنقسم الرضعة في الحليب الناضج خلال الوجبة الواحدة إلى نصفين  : (حليب أول الرضعة) ويكون بقوامٍ خفيف غني بالماء ، ثم تزداد كثافة الحليب تدريجيا ليصل لـ (حليب آخر الرضعة) وهو غني بالدهون والبروتينات الضرورية لنمو الرضيع الجسدي والإدراكي ؛

 لهذا من المهم جدا أن يأخذ الرضيع كامل رضعته من جهة واحدة ، وخلال مدة كافية بطريقة صحيحة ؛

لهذا يجب على الأم أن تحرص على تقديم كامل الوجبة من جهة واحدة ولا يتم تغيير الجهة إلا بعد أن تتأكد من أن الرضيع أخذ وقته وكفايته من هذه الجهة، وأفضل طريقه هي اعتماد كل وجبة من ثدي ، كما أن الموازنة في توزيع الوجبات بين الثديين كفيل بتفعيل الجهتين حتى يرسل الدماغ الهرمونات والأوامر للثديين على حد سواء فحين تهمل الأم جهة وتركز على واحدة فقط يقوم دماغ الأم بإهمال الجهة الغير مستعملة مما ينتج عنه جفاف وقله إنتاج للحليب في الثدي المهمل .

حليب الأم بجميع مراحله وتغيراته هو سائل حي غني بالمغذيات و الهرمونات البشرية وهو الغذاء الكامل   الذي لا يوجد له بديل على الإطلاق، حيث يتغير حسب احتياج رضيعك لذا نوصي دائما بمباشرة الرضاعة الطبيعية من ساعة الولادة الأولى  لتحصيل أقصى فائدة منها .